مقابلة مع الشّاعر والإعلامي أيهم أبو غوش – محرّر صحيفة القدس الثّقافي

1)  ابن قرية البقيعة في الجليل وانهيت دراستك في قرية الرامة..كيف أثرت البيئة التي عشت فيها عليك كأديب؟

·       إذا كانت البيئة تُؤثّر على الماء والهواء وعلى النّبات والحيوان وتؤثّر حتّى على الحجر، فَلِمَ لا تؤثّر على البشر؟! وهل يُعقل أن أكون ابن قريةٍ في أعالي الجليل الجميل وأكتب عن البحر أو البادية مثلاً ؟!  فطفولتي القرويّة علّمتني كيف أحبّ خضرة الشّجر وعَبَقَ الزّهَر وعلّمتني أيضاً كيف أغتسل صباحاً ومساءً بصدقها وبراءتها. الجليل عندي ثوبٌ قشيبٌ لا يبلى ألبسه تحت ثيابي فإنْ خلَعته أحسّ أنّني أسير عارياً.. وكلّ قصيدة لديّ لا تَشْكُلُ وردةً من الجليل على صدرها هي قصيدةٌ تشكو من نقصٍ بين أخواتها.

2)  بدأت مسيرتك الشعرية بكتابة قصائدك باسماء مستعارة..لماذا؟ وما هو شعورك ان تكتب باسم مستعار؟

·       كانت كتابتي بأسماء مستعارة حالة اضطراريّة .. فإزاء سياسة السّلطات الإسرائيليّة القمعيّة كان من الطّبيعي أن ألجأ إلى مثل هذا الأسلوب خاصّة نَشْر نتاجي الأدبي في ( الغدّ والجديد والإتّحاد – وهي صحف الحزب الشّيوعي الإسرائيلي) هذه الصّحف قانونيّة شكلاً وفي نفس الوقت واقعة تحت مِقصِّ الرّقيب الّذي لا يرحم.. وَمَنْ هو الرّقيب ؟ هو الحاكم العسكري أو مسؤول المخابرات الّذي يريد أن يعرف كلّ صغيرة وكبيرة عن أقليّة عربيّة فلسطينيّة باقية في وطنها .. وكان من الطّبيعي أيضاً أن أحافظ على وظيفةٍ أعتبرها ليس لقمتي المضمونة فحسب بل هي عملٌ وطنيّ من الدّرجة الأولى.. وهل هناك وظيفةٌ أجلُّ وأسمى من أن تُنْشئَ أنفاساً وعقولاً والقول لأحمد شوقي .. ألا وهي مهنة التّدريس .. من هنا جاءت فكرة الكتابة باسم مستعار وهي بالحقيقة فكرة الشّاعر المبدع سالم جبران إذ كان رئيس تحرير الغد آنذاك.  لقد كنت سعيداً بِنَشْر قصصي القصيرة وقصائدي ولكن سعادتي كانت منقوصة فالقارئ لم يكن يعرف أنَّ (بشير خير) أو (شريف أبو صابر) اسمان مستعاران لحسين مهنّا.  

3)   يقول أحد الأدباء: شعر حسين مهنا يتدفق كالماء بلا ضجيج ويتغلغل كالماء في وعي القارئ وأحاسيسه، المكانة الشعرية والأدبية التي يتمتع بها الشاعر ليست وليدة الصدفة ، وليست وليدة علاقات عامة أو ظروف سياسية أو غيرها ، دفعته نحو الطليعة .انما هي جهد واتقان وعشق للكلمة…ما الذي تعنيه لك القصيدة؟ وهل ترى أن العلاقات العامة والاعلام عربيا وفلسطينيا قد ساهمت فعلا في رفع اسماء على حساب آخرين اكثر استحقاقا لنيل مكانة رفيعة؟

·  القصيدة عندي حاسّة تجمع كلَّ الحواسّ لتعمل عملها جميعاً.. القصيدة عندي أن ترى بهاءَ الكون وقبحهُ وأن تسمع ترانيم الملائكة وعويل الثّكالى  وأن تلمس زهر الجوريّ وأشواكه وأن تشمّ أريج الزّهرة ودخان الحرائق وأن تتذوّق حلاوة الانتصار ومرارة الهزائم.. القصيدة عندي طيرٌ مُلوّنٌ جميل إذا حطّ على شبّاك غرفتي أُدخله لِيَقْتات من قلبي وليشرب من دمي فآلفُهُ ويألفُني ولا خوف عندي إذا هجرني يوماً فإنّهُ لا بدَّ عائدٌ إليّ. هذا ما تعنيه القصيدة لي .. فليصعد الصّاعدون وليهبط الهابطون ما شاءَ لهم أن يصعدوا أو يهبطوا، ومثلما رفعتهم العلاقات العامّة تنزلهم العلاقات العامّة أيضاً ، أمّا الإبداع فسيظلُّ إبداعاً.

4)  في قصيدة لك بعنوان ” يورثون الحياة انتصارا ” تقول : وأذكر يوم وثبت لأقطف زهرة القرنفل كيف نقزت – وكنت وراء الأصيص –وصحت : – تلطف!!- فما هكذا يؤخذ الورد يا ذا ؟!..في هذه القصيدة نقلة نوعية من حالة حزن الى حالة فرح وغناء وحب ..ما هو الذي دفعك للكتابة بحالة الفرح على غير العادة وبشكل عام؟ أيهما اصدق القصيدة النابعة من ألم ام من أمل؟

·  ليس عندي قصيدةٌ خاصّة بالفرح وأخرى خاصّة بالحزن ، القصيدة عندي هي القصيدةُ الحياة .. وفي الحياة يفرح النّاس ويحزنون ويثورون ويهدأون.. نحن في حالة حزنٍ دائم،ولكنّنا نُحبُّ الفرح لأنّ الفرح هو الجزء الأهمّ من الحياة، غير أنّ فرحنا يأتي منقوصاً دائماً ما دام الجرحُ الفلسطينيّ مفتوحاً .. وإن كان الحزنُ طاغياً في نتاجي الأدبيّ فهوَ حزنٌ إيجابيّ بمعنى أنّني أريدُ لنفسي الحياةَ الكريمة السّعيدة وأريدُها للآخرين أيضاً .. فقصيدتي إذاً، هي عندي نَغَمٌ يحملُ الألمَ ويحمل الأملَ أعزفُهُ على أوتار قلب يتوق إلى الفرح ، عَلّه يصلُ إلى قلوبٍ سكنتْها اللاّ مبالاة وحوّطها الجليد.

5)  تقول: لنا فوق هذا الجليل ..تراب جليل..عليه نقيم .. ومنه نبتنا كما ينبت العشب.. والاقحوان ..وبين يديه تركنا طفولتنا .. والشباب… لنكبر فيه ويكبر فينا …ما الذي يعنيه الجليل لحسين مهنا ؟ وما هو شعورك وانار تلتهم غابات الكرمل؟

· الجليل بالنّسبة لي هو رأْسُمالي الّذي ليس لي رَأْسُمالٍ سواه.. فقد أعطاني كلَّ ما أملك ولم يطلبْ منّي كلمة شكرٍ واحدة .. كنت في طفولتي البائسة أراهُ إذا ضحكتُ ضحك معي ، وإن بكيتُ هرع إليّ ليمسح لي دموعي براحتين من نرجسٍ وخُزامى .. وإن جُعْتُ أعدّ لي مائدةً من خوخٍ وتينٍ وعنبٍ تحت زيتونةٍ خالدة .. وإن عطشْتُ قادني إلى أقرب ساقيةٍ ، ويا ما أكثرَ السّواقي الّتي ترشحُ كوثراً ، فيروي عطشي ويغسلُ لي يديَّ ورجليَّ ، لكأنّهُ المسيح ولكأنّي أحد تلاميذه .. ألا يستحقُّ أن يكون هاجسي وساكن قلبي وعقلي وأن أكونَ أنا هاجسَهُ وساكنَ قلبه ؟!  وبعد كلّ ذا تسألني يا عزيزي أيهم عن شعوري والنّارُ تطفئُ عينيّ كرملي الخضراوين وتأكلُ شعرهُ الكستنائي وتلقي أطرافهُ رماداً وتملأُ سماءَه سواداً  ألا تعلم أن كرملي هو جليلي وجليلي هو كرملي ؟! سامحك الله !

6)   هناك من يرى أن حسين لا يكتب قصائد منفردة  في الديوان الواحدي، انما قصيدة واحدة متواصلة ..ما هو رأيك في ذلك؟

·  أعتقد أنّهم صادقون فيما يَرَوْن، أنا لا أريدُ لقارئي أن يتنقّل مُشَتّتَ العقل والقلب كدوريٍّ يقفزُ من غصنٍ إلى غصن ثمّ يطيرُ مبتعداً ولا يحمل بمنقاره حَبّةً تُغْنيهِ عن وجبةٍ كاملة.. إنّني أعملُ على أن تكون قصائدي في المجموعة الواحدة عبارة عن صُورٍ حياتيّةٍ متنوّعة إن جمعْتَها أعطتْك صورةً / بانوراما لحكايةٍ واحدة.

7)    يتحول الحب الى قوة روحية وتتحول الحبيبة من كونها رمزا للارض والوطن الى رمز للهدف المنشود الذي يدفع الشاعر للطمانينة ,, فتناجي  ويخاطب حبيبتك قائلا : اتدرين .. حين اقول احبك .. اني اراك سنونوة تمرحين .. وقلبي اراه فضاء رحيبا .. فطيري بذاك الفضاء الرحيب كما تبتغين.. وعودي الي بحب جديد .. يكون فتيا شقيا.. فنغمر درب الحياة الجديب… بورد كثير …وشوك اقل وابقى لحبك لحن الوفاء… وتبقين انت الحبيب الوفيا…جميل تلك الصور التي تخاطب بها الارض وكانها امرأة تحبها… ما هو وجه الشبه باعتقادك بين المراة والأرض وما الذي تعنيه كل واحدة منهما في حياتك؟

·  الأرض هي الوطن، لا يُمكنُ أن نبني وطناً بدون أرضٍ نُقيمهُ عليها حتّى في أقصى معاني المجاز الكلاميّ .. والمرأةُ عندي المعنى الجميل الّذي يُكمِّلُ معنى الوطن. كلاهما معطاءٌ وكلاهما نَجَّابٌ وكلاهما يحملُ جيناتِ البقاء. بدون وَطَنٍ نتحوّل إلى قبائلَ رُحَّل ويُصبحُ الوطن مُجرّد أرضٍ ندوس عليها. وبدون المرأة يتحوّل الوطن إلى مَراعٍ يجوبُها الرّعاةُ فلا يجدون منازل يأوون إليها.

8)  قصيدة الحب هي عادة ما تكون الأولى في حياة الشعر والشاعر .. لماذا؟ وهل هذه قاعدة ثابتة؟

·  لا توجد عندي قواعد ثابتة في الشّعر .. هنالك حالات تتبدّل وتتشكّل تماماً كالغيوم في السّماء ،فحين يُثقلها الفرح تمطرُ فرحاً، وحين يثقلها الحزنُ تمطرُ حُزْناً ، وحين يثقلها الحبّ تمطرُ حُبّاً وليس بالضّرورةِ أن تكون قصيدةُ الحُبِّ هي الأولى في حياة الشّاعر. فحالات الحُبّ تتقدّم أو تتأخّر لأسبابٍ لا يعرفها إلاّ قلبان قد يجتمعان على غير موعد أو سابق إنذار.

9)  قديما، منحتك مؤسسة الأسوار، في عكا، بإدارة الكاتب يعقوب حيجازي بالتعاون مع المؤسسة الشعبية للفنون بإدارة الشاعر سميح القاسم، جائزة أطلقت عليها اسما لافتا هو” جائزة الزيتونة.. ما الذي تعنيه هذه الجائزة لك؟ وبشكل عام كيف ترى  آلية تكريم الأديب في الوطن العربي وفلسطين على نحو خاص؟

· جائزة الزّيتونة كانت فكرةً جميلةً لمشروعٍ لم تتوفّر له أسبابُ الحياة .. وهي بالنّسبة لي لا تعني شيئاً سوى أنّها أتتْ بِحُسْنِ نيّة وتوقّفت بِحُسْنِ نيّةٍ أيضاً. وما قد يدور من تكريمات في الوطن العربيّ والفلسطينيّ قد يضرُّ ضَرَراً فادحاً إن أُعطيتْ هذه التّكريمات لِمَنْ لا يستحقّ بدون معايير تخدمُ الأدب ..

10)   يقول الكاتب ناجي ظاهر عنك بانك شاعر مُحب للإبداع ومخلص للصداقة…من برأيك هو المبدع؟ وكيف يختار حسين مهنا أصداقاءه؟ من هو الصديق برأيك؟

· أوّلاً أنا لا أفهم مقولة صديقي الكاتب ناجي ظاهر (مُحبٌّ للإبداع) فقد تكون مُحبّاً للإبداع ولستَ مبدعاً !! على كُلٍّ سأتعاملُ مع هذا الرّأي بحُسْن نيّة ، ولكنْ هذا الغموض في التّعبير قد يسيءُ إلى صاحبه أكثر ممّا يسيءُ إلى غيره خاصّة وأنَّ للشّجاعةِ الأدبيّة دوراً هامّاً في النّقد. المُبدعُ في رأيي هو الّذي يُعدُّ طعامَهُ بيديه ولا يلتفتُ إلى موائد الآخرين .. والصّديقُ عندي هو الّذي يلبسُ الصّدقَ جِلْداً فوق جلده ، ويلبس الوضوح قُفّازين أبيضين.   

11) هناك من يعتقد بانك صاحب “دقة عتيقة ” وبخاصة في نظر “الحداثيين  المجددين”…هل تعتبر قصيدة النثر “شعرا فالتا بلا وزن” .. ما هي الحدود الفاصلة برأيك بين الشعر والنثر؟

·   الحدّ الفاصلُ عندي بين الشّعر وبين النّثر هو أنّ الشّعر لا يكون شِعراً بدون إيقاعٍ موسيقي ، بدون أوزان تضبط موسيقاه تماماً كالنّوتات الموسيقيّة الّتي تضبط اللّحن وتمنع العازف من النّشاز ومن خَلْطِ وتشويه الحركات الموسيقيّة في السّمفونيّة .. وأسأل الّذين يعتقدون أن (حسين مهنّا دقّة عتيقة) هل يمكن للأخوين رحباني أو أي موسيقي آخر التّنازل عن ضوابطهِ الموسيقيّة ؟ ما هذا التّخريف؟! الشّعر والنّثر عندي توأمان جميلان. قد تقرأ شِعراً يطربك أكثر من النّثر وقد تقرأ نثراً يطربك أكثر من الشّعر.  أنا أرى في القصيدة غير الموزونة نوعاً أدبيّاً جديداً في الأدب العربيّ وخطورة التّخلّص من أوزان الشِّعر (العمود أو التّفعيلة) تكمُنُ في أنّ مُدّعي الأدب سوف يستسهلون الكتابة  ويغمرون الجرائد بكلامٍ يفتقر إلى الحدّ الأدنى من الإبداع معتقدين أنّهم أصبحوا شعراء. فإن قلتَ لهم ما هذا وما تصنعون ؟ قالوا عنك (دقّة قديمة) . ولله في خلقِهِ شؤون !!  أُجملُ فأقول : إنّ الشّاعر الحقيقيّ كالفارس الحقيقيّ يعرف كلّ فنون الطِّراد .. وليس كلّ من ركب جواداً صار فارساً .

12)  متى يكون الوطن أكثر جمالاً، أكثر اخضراراً، أكثر عطاء ، وأكثر إصراراً على جعل النهار هوية لا ينطفئ نورها؟

·  عندما نُحبُّ هذا الوطن سنرى جماله فقط،وسنشعرُ بأنّ جحيمهُ جَنّه .. سنظلّ نُحبُّهُ وسيظلُّ جميلاً مهما حاولوا تهجيرنا أو تيئيسنا سيكون أجملَ حتماً عندما يحطُّ على أسطح دورنا اليمامُ مُغرّداً لا نادباً .. وعندما يُطلُّ الصّباح علينا ويقول لنا بلغته العربيّةِ الجميلة : صباح الخير.

13) هل يمكن للأديب وبشكل خاص الشاعر أن يفصل بين الخاص والعام؟

·  ما دام الشّاعرُ يَغْرف من اللاّوعي بمقدار ومن الوعي مقدار.. وما دامت القصيدة البنتُ الشّرعيّةُ للحياة ، فلا يمكنُ الفَصْلُ بين الخاصِّ وبين العامّ.

14) في قصيدة لك بعنوان ” ألا ليت لي خافقًا منْ خزف!! “إلى نبيلة”…وحينَ بكيتِ،وقُلتِ وداعًا.. تذكرتُ ذات صباحٍ جميلٍ.. غداةَ وُلدت.. تذكّرت أَني وعدتُ القمرْ.. بألا تكوني أشدّ نقاءً وأبـهى.. فكذبتِ وعدي،وكنتِ.. وأذكُرُ أني وعدتُ الزّهر.. بألا تكوني أحب وأشهى.. فكذبت وعدي..وكنت.. وأذكر أني وعدتُ صفاء النهر.. وأني وعدت اخضرار الشجر.. وأني وعدت وفاء المَطَرْ.. فكذبت كل وعودي… وكنت أرقَّ وأندى.. وأنضر عودًا وقدًا.. وكنت.. بُنيّة!! إني أراك بثوب الزِّفاف،أراك كما رأيتك ذات صباح جميل-غداة وُلدت.. أراك تموئين خلف الزجاج-..ملاكا طريء الجناح،..وخلف الزجاج تشدين وجهك… هل لك ان تطلعنا على الجو الذي كتبت فيه هذه القصيدة؟ وكيف كذبت نبيلة وعدك؟

·   أجواء هذه القصيدة جاءت بلحظةٍ اختلط فيها الفرح بالحزن.. الفرح بزواج ابنتي البكر نبيلة والحزن لفراقها فُراقاً شبْهَ أبديّ أحسستُ مع هذه التّجربة الجديدة أنّني أفقدُ قطعةً من قلبي أو ضلعاً من أضلاعي .. مع إدراكي التّام أنّها سُنّةُ الحياة.. ولكن ما العمل ونحنُ بشر نمتازُ بضعفنا البشري ؟! في هذه الأجواء تذكّرتُ يومَ ولادتها وسنوات طفولتها وصباها ، وبعين الأدب ومحبّتهِ كنتُ أراها أجمل هديّةٍ وهبها الله لي وإن كنتُ أرى في القمر والزّهْرِ والشّجرِ والمطرِ مُشَبَّهاتٍ بها في الحُسنِ والبهاء فقد جاءت نبيلة فوقَها جميعاً.

15)  لقد قلت في الشاعر محمود درويش غداة وفاته: حمل قضية بلاده وشعبه على جناحين جميلين قويين وحلّق   عالياً…بعد وفاة درويش كيف ترى المشهد الشعري الفلسطيني؟ ومن بامكتنه ان يسد الفراغ الذي تركه رحيل درويش؟

·   لا أحد يَسُدّ مكان أحد ، وكما قال شاعرُنا الغائبُ الحاضر محمود درويش نفسُه بما معناه (لكلِّ نَهْرٍ مجراه ..) . وإن كان محمود قد رحل فإن الشّعر لم يرحل معه.. بل هو باقٍ ما بقيت أمّهاتٌ يَحمِلْنَ ويلدْن .. خسارتُنا بمحمود أنّه استطاع أن يجعل من الشّعر رغيفاً يوميّاً يطلبُهُ الفقيرُ والغنيّ والمُثقّفُ والأُمّي على امتداد الوطن والوطن العربيّ بَلْهَ العالميّ ..

16)هناك من يرى أن شعر المقاومة قد انحسر في ظل تراجع اداء الحركات المقاومة.. ما هو رأيك في ذلك وأيهما اكثر تأثيرا على الآخر : المقاومة أم الشعر؟

·   أعتقدُ أنّ الّذين يرون أنّ شعر المقاومة قد انحسر مصيبون إذا كان قصدهم شعر المناسبات أمّا الّذين كتبوا شعراً مقاوماً وطنيّاً إنسانيّاً يطمح إلى حياة أفضل وإلى مستقبلٍ أجمل .. هذا النّوع من الشّعر – وهو العمود الفقري لشعراء المقاومة الحقيقيّين – خالدٌ خلود القضايا الوطنيّة والإنسانيّة في كلّ زمانٍ ومكان ..  وقضيّتنا الفلسطينيّة – هذا الجرح المفتوح – من أكثر القضايا إنسانيّةً على المستويين السّياسي والأدبي .. أنا من أجل الإقلاع عن قصائد المهرجانات الّتي كان لها دورٌ أساسي في تعبئة الجماهير وتحريكها ، والاهتمام بالقصيدة الهادئة الّتي تخاطب العُمق الإنساني أفراداً وجماعات . وهي الّتي ستكون الحافظة النّاشطة لشعرٍ ارتبط بحياة الشّعوب ومصيرها.     وقد تكون المقاومة الشّرارة الّتي تشعل حريقاً ولكن الشّعر هو الّذي سَيُخَلّدُ عمل المقاومة إذا كان نافعاً . وما ينفع النّاس يمكث في الأرض..

17)  تقول في قصيدة لك بعنوان” أبصر” ..لست ملاكا” كي اجعل من حقل الاشواك .. المسمومه اجمل بستان .. لست مسيحا” كي امسح آلام البؤساء .. بكف النسيان… لكني اصرخ من قحف الراس باني.. انسان … انسان …. انسان .. ستظل الغصة في حلقي … وستبقى في قلبي زاوية مظلمه.. ما دامت في هذا الكون جبال شامخه… من مر الاحزان…ما الذي عنيه الظلم والسجن لحسين مهنا؟

·  انتفاضة عام 1987 أثبتت أن الزّهرة أقوى من الرّصاصة، وأن الابتسامة أكبرُ أثراً من تكشيرةٍ على وَجْهٍ كالح .. الانتفاضة الأولى قالت للاحتلال البغيض أنت تهاجمُ أطفالي بالبندقيّة والدّبّابة وأنا أهاجم همجيتك بإنسانيّتي .. ومن هنا كان اندحار السّلطات الإسرائيليّة مدنيّاً وعسكريّاً أمام الطّفل الفلسطينيّ وأمام الضّمير العالميّ.. فَمن استطاع من الشّعراء أن يكتبُ شعراً بهذه الرّوح فإنّهُ يكونُ قد اجتهدَ فأصابَ وَمَن كتب للحجر وليس لليد الّتي قذفت ذاك الحجر في وجه الاحتلال فقد اجتهد ولكنّه لم يُصِبْ . ومَنْ أخطأ فله أجرٌ أجْرٌ ومن أصاب فله أجران.

18)  ما هو الفرق بين ابناء جيلك من الأدباء وبين الادباء الصاعدين؟

·       أبناء جيلي بغالبيّتهم، دخلوا صالون الشِّعر بخطىً بطيئة مُتأنّية.. يستمعون من هذا ويتعلّمون من ذاك . أحبّوا الجيل الّذي سبقهم واحترموه وأخذوا عنه كلّ نصيحةٍ باحترام وترحاب.. لم يتطاولوا كما اليوم، على أدباء كبارٍ سبقوهم !! أبناءُ جيلي بغالبيّتهم قرأوا من أجل تثقيف الذّات ،من أجل المعرفة وكتبوا حين كانت تُلِحُّ عليهم الكتابة..كانوا يقبلون النّقد البنّاءَ برحابة صدر.. وإذا جمعتهم المجامع تراهم يتحدّثون إلى بعضهم بشوق ومحبّةِ الصّديق للصّديق لا كما نرى اليوم وكأنّ الأمر ساحةُ صراع والضّعيف فيها يُداس (على حدّ قول الشّابي) . نرى اليوم أنّ الأدباء الشّباب (سنّاً) بغالبيّتهم، لا يُحبّون صعودَ السّلالم درجةً بعد درجة بل تراهم يحاولون الوصول إلى القمّة بقفزةٍ واحدة وهذا لن يتمّ لأحد أبداً.

19)  تقول في قصيدة لك بعنوان””أعيدوا إلى قبرها جثتي”عن سحماتا وقرى أخرى بمناسبة اقتلاعهم من أرضهم والاستيلاء عليها: لقد بُحَّ صوت الكمان الفريد.. وقد ذبلت أغنيات الحصاد.. وصارت أناشيدنا سوسناً من حديدْ.. وغاب عن الأفق طعم الحياةِ.. وما غيّب البعد والحزن – ذاك الزمان كأن الزمان هناك… ينام على بيدر من حرير… إذا ما أفاق….يعود ليغفوا على حلمه من جديد…متى يتحقق الحلم     ويعود المهجرون إلى ديارهم؟

·   قد يتحقّق الحُلُم يوم تزول الهَيْمَنَة الأمريكيّة على الثّروات وعلى العقول.. ولن تزول إلاّ إذا تنغّضتْ إرادةُ الشّعوب وخرجت من قُمقمها لتحقّق العدالة الاجتماعيّة..

20) الطائفة الدرزية في اسرائيل تعيش وضعا حساسا، فابناؤها من ناحية يخدمون في الجيش الاسرائيلي، ومن ناحية ثانية هناك من يحاول تجريد أبناء الطائفة من عروبتهم بقصد أو بدون، ماذا تقول في ذلك؟ وما هي رسالتك لأبناء الطائفة الدرزية الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي؟

·    لقد ظُلِمَتْ هذه الطّائفة العربيّة مَرّتين: مرّة حين فُرض قانون التّجنيد الإجباري عليها فرضاً – هذا القانون يقضي بأنَّ على كُلّ مواطن يجب أن يخدم في الجيش خدمةً إلزاميّة – ونفس هذا القانون يُخوِّل وزيرَ الدّفاع تجنيد مَنْ يريد وإعفاء مَن لا يرغب في تجنيدهِ ، فطبّقَ القانون على اليهوديّ طبعاً ، وعلى العربيّ الدّرزيّ وعلى الشّركسيّ لسببين : أوّلاً لِقلّة عدد الدّروز والشّركس وثانياً تطبيق سياسة (فرّق تَسُدْ) الّتي أصبحت نَهْجاً ثابتاً في سياسةِ الاحتلال .. أمّا المرّة الثّانية الّتي ظُلِمت فيها الطّائفة العربيّة الدّرزيّة أنّ الإخوة من الطّوائف الأخرى يتعاملون معها – خفيةً أو جهارا – وكأنّ ما حدث لها خيانة .. ولا أدري حقيقةً لماذا هذا الإصرار على تخوين العرب الدّروز ؟! لماذا لا يمدّون لهم يد العون للتَّخلّص من هذا الكابوس الّذي عجز عن تدنيس تاريخهم.. خاصّةً وأنّ مئات الشّباب يرفضون الخدمة سنويّاً .. ويفضّلون غياهب السّجون على أن يخدموا في جيش احتلال .. لا أتمنّى أن يأتي وزيرُ دفاعٍ صهيونيّ فينفّذَ حرفيّة القانون – أي فرض الخدمة على جميع المواطنين – ماذا سيكون شأن الطّوائف الأخرى إزاء هذا القانون؟!   وللشّباب الدّروز أقول قاوموا وناضلوا لرفع هذه السّكّين عن أعناقنا جميعاً ..

21) هناك دعوة وجهها الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الفلسطينيين لأدبائنا في الداخل من أجل الأنضمام إلى الاتحاد..ما هو رأيك بذلك؟ وهل أنت مستعد للانضمام لهذا الاتحاد؟

·    أعتقد أنّ دعوةً كهذه جاءت بِحُسْنِ نِيّة أو من باب لزوم ما يلزم نحن هنا باقون على ترابنا ولنا ما لنل من قضايا خاصّة جدّاً وهذا ما تقوم برصده لجنة الرّؤساء العرب أو ما يُسمّى اليوم بلجنة المتابعة الّتي يرأسها السّيّد محمّد زيدان، فإمّا أن نأخذ حَقّنا اغتصاباً من السّلطات الإسرائيليّة وإمّا أن ننضمّ بتنظيماتنا إلى دولة فلسطين ، وهذا ما تريدهُ السّلطات الإسرائيليّة . فنكون قد قدّمنا لها خِدمةً جُلّى بأيدينا لا بيدك يا (هرتسل) لا شكّ أنّ التّواصلَ والتّعامل مع اتّحاد الأدباء الفلسطينيين ومع اتّحاداتٍ عربيّةٍ أخرى واجبٌ لا يجب أن نُفرّطَ به. وقد يتمُّ هذا يومَ لا يعتبرون التّواصل معنا تطبيعاً مع إسرائيل ؟!!

22)  العلاقة بين المثقفين والادباء الاسرائيليين ونظرائهم من فلسطينيي الداخل..كيف تقيمنها وفي اي اطار تضعها؟

· هنالك شبهُ علاقة مع أدباء إسرائيليين تقدّميين يلتقون بنا في أمسيات هنا وهناك لكنّها ما زالت بعيدةً عن المطلوب، بالرّغم من وجود نقابة أدباء تضمّ يهودَ وعرباً ونائبُ رئيسها الشّاعر د.فاروق مواسي ..

23)  هناك من يقول بان القصيدة الأصيلة لا تكذب،  إنها تتدفق ببراءة وعفوية، تتدفق  بحرية مطلقة دون مواربة، وقد يكون ذلك من  بين ما يميز القصيدة عن الألوان الأدبية الأخرى.. هل هذا يعني ذلك ان الأديب وبخاصة الشاعر صادق دائما؟

· أنا من الّذين يُؤمنون بأنّ العمود الفقري للقصيدةِ العربيّة هو الصّدق. لن تجدَ قصيدةً واحدةً غيرَ صادقة ويحفظها النّاس قديماً وحديثاً والّذي قال : أعذبُ الشّعر أكذبه ! أساء إلى الشّعر إساءةً لا غفران لها ! ولن تجدَ شاعراً قادراً على إقناعك بما يكتب إذا لم يكن صادقاً . وكما قالت العرب: فاقدُ الشّيء لا يُعطيه.   

24)  نلاحظ العديد من المنتديات التي تجمع الادباء الفلسطينيين في الداخل وتنظم لهم امسيات واحيانا تقوم بتكريمهم ..ما هو تقييمك للحراك الأدبي والثقافي في الداخل؟

·  هذا الحراك الّذي نقرأ عنه أخباراً هنا أو هناك يأتي في خانة أضعف الإيمان .. وقد يأتي أكثره بمبادرة شخص ما .. أقول لك بصراحة .. أين اتّحاد الكُتّاب ؟! أين دور النّشر ؟! أين مهرجانات الشِّعر؟!.. أين الإعلام الّذي يعتني بأمر الشّعر والشّعراء؟! أين التّرجمات الّتي لا تُترجِم أدب زيدٍ على حساب عمرو ؟! أسئلة تُسْأَل دائماً، فلا مَنْ يردُّ عليها !

25)  هناك هم فلسطيني عام يتمثل بالاحتلال ومحاولة طمس الهوية العربية لكل ما هو فلسطيني في هذه الديار، الأ تعتقد بأننا كفلسطينيين ما زلنا نفتقد لمشروع ثقافي واضح المعالم في مواجهة حرب التهويد؟

·  إنّ سياسة التّهويد قد بدأت قبل قيام دولة إسرائيل بكثير حتّى قبل وعد بلفور الإجراميّ بحقّ شعبنا . وقد عمل شعرنا على دحض هذه السّياسة الغاشمة. وقد عالج الشّعراء بأجيالهم المتلاحقة هذا الخطر بقصائد خالدة.. السّؤال إلى أيّ مدى وصلت هذه القصائد وما مدى تأثيرها لصالح القضيّة؟!  يكفي أن أقول بأن هناك ميزانيّةً خاصّةً في وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة لترجمات الكتب وتوزيعها عالميّاً.. أين نحن من ذلك ؟!

26)هناك من يقول بأننا كفلسطينيين أبدعنا شعرا أكثر مما أنتجنا قصة ورواية مؤثرة وفاعلة..هل توافق على هذا الرأي؟

·   إذا كان (الكَمّ) هو المقصود فهذا صحيح، أمّا إذا كان (الكيف) هو المقصود، هنالك تجنٍّ على القصّة الفلسطينيّة وعلى الرّواية.. كان الشّعر أسرع انتشاراً بين الجماهير لتفشّي الأميّة فيها أمّا اليوم فقد سقط هذا المفهوم إلى غير رجعة..  لا أدّعي أنّني صاحب اطّلاع على كلّ ما أُنتِجَ من قصّة أو رواية فلسطينيّة ولكن لنقفْ عند أسماء لأُدباء  معروفين لنا جميعاً رافعين لهم قُبّعاتنا حُبّاً وتقديراً ..

27) هناك من يقول بان الرواية العربية بدأت تخرج من منعطف الرواية الغربية/ما رأيك في ذلك؟ وما الذي يميز الرواية الفلسطينية عن مثيلاتها في الوطن العربي؟

·  لم أعلم أنّ روايتنا العربيّة كانت تحت معطف الرّواية الغربيّة ! أعتقد أنّ الرّواية العربيّة خرجت من ذاتها، من واقعٍ أبعد ما يكون عن الغرب بعاداته وتقاليده ومشاكله اليوميّة.  قد نلمس بعض التّأثُّر عند بعض كُتّاب الرّواية الرّوّاد ولكن ذلك يظلُّ هامشيّاً ..

28)   من تعتقد الأكثر تأثيرا في الأدب العربي المعاصر؟

·  في القصّة يوسف إدريس وزكريّا تامر وفي الرّوايةنجيب محفوظ والطّيّب صالح وفي الشّعر القائمة طويلة..

29)   لمن تقرأ ولمن تكتب؟

·  أقرأ كُلَّ كتاب أصلُ إليه أو يصل إليّ .. وأكتب للنّاس ، كلّ النّاس وأتركُ للأيّام..

30)  ما الذي يعنيه هؤلاء بالنسبة لك:توفيق زياد، اميل حبيبي، سميح القاسم، غسان كنفاني، محمود درويش؟

             توفيق زيّاد – الفارس. 

             إميل حبيبي – جمل المحامل .

             سميح القاسم – الشّاعر العربيّ الجميل.

             غسّان كنفاني – شهيد الكلمة الصّادقة.

              محمود درويش – إعصار.

31)    هل شعرت يوما أنك نادم على عمل أدبي أنجزته؟

· لا، لأنّي لا أجمع كُلَّ ما أنشرهُ في الصّحف فمجموعاتي – (خاصّةً الأخيرة) – لا تحمل سوي ما أرضاني ، بعد مراجعةٍ مُتَأنّية..

32) متى برأيك يكون الاديب مبدعا؟

·  لحظة الإبداع لا زمان لها..ولكنْ إذا جمع الأديب الصّدق والذّكاء والكلمةَ المنتقاة دون التّنازل عن الفنّيّة المطلوبة لكلّ عمل أدبيّ .. أضف إلى ذلك المخزون الثّقافيّ، يكون مبدعاً ..

33) ما الذي يضحكك وما الذي يبكيك كأديب؟

·  يُضحكُني وجهُ طفلٍ ضاحك ويُبكيني وجهُ طفل باكٍ .. وهذا ليس ضريبةً كلاميّة.

34)هل تعتقد أن هناك خطوطا حمراء في الكتابة؟

·  نعم إذا كان هنالك ما يَخدشُ حياء العذراء ..

35)   أخبرنا عن خططك المستقبلية سواء على الصعيد الأدبي أو على الصعيد الشخصي؟

· أمّا على الصّعيد الأدبيّ فهنالك مجموعة شعريّة تنتظرُ فَكّ أسرها وأمّا على الصّعيد الشّخصيّ فلا خطّة معَيّنة لدي سوى مناهضة الظُّلم والظُّلاّم ومواصلة القراءة والكتابة .

36)  أطال الله في عمرك، ولكن لنفترض أنك أما تحد لكتابة قصيدتك الاخيرة، ماذا تود ان تقول فيها ولمن ستوجهها؟

· أقول لأبنائي،ولكُلِّ طفل عربيٍّ هو ابني، حافظوا على إعزازكم القوميّ، أحبّوا الإنسانَ كإنسان ولا فرق بين عربيّ على أعجميّ إلاّ بإنسانيّته ! وأعِدّوا العدّةَ لأيّامٍ قادمة قد تكون أكثرَ سواداً من أيّامنا .

37) هناك جدل عربي قديم جديد حول مفهوم”التطبيع”..ماهو تعريفك الشخصي للتطبيع وهل تؤيدين اقامة علاقات بين أدباء اسرائيليين وعرب؟

·  التّطبيع هو عملٌ إيجابي إذا جاء في الوقت المناسب .. وأُؤيّدهُ إذا كان بين شعبٍ وشعبٍ آخرَ لا بين حكومات تتجاهلُ إرادةً شعوبها.. أنا أؤيّد التّطبيع مع من ساواني بنفسه وسار معي كَتِفاً إلى كتفٍ.. عندها سيكون للتّبادل الثّقافي نَفْعاً للإنسانيّة .

38)  هل لك من رسالة أخيرة لقراء “القدس الثقافي”؟

· يا أخي القارئ لولاك لما كَتَب الكُتّابُ حرفاً واحداً أرجو أن تقرأني تماماً مثلما حاولت أن أشرح نفسي.. وإذا كنتُ ثقيلاً عليك لطول المقابلة فالذَّنْبُ ليس ذنبي بل هو ذَنْبُ مَنْ أكثر من الأسئلة فأتعَبني راجياً ألاّ يتعبكم أنتم أيّها القُرّاء الأعزّاءَ .. يا قرّاء القدس الثّقافي ، لأنّي أحبّكم وأحبُّ كُلَّ قارئٍ ..

حافظوا على هذا الصّرح الثّقافيّ الهامّ ..

البقيعة – الجليل
30.12.2010