التناص في شعر حسين مهنّا

 الملخص :

تهدفُ هذه الدراسةُ إلى تناولِ ظاهرةِ التّناص في شعرِ الشاعرِ الفلسطيني (حسين مهنا)، وتُحاولُ الكشفَ عن مضامينها، وتوضيحَ أشكالها، وخصائصها الفنية، كما ترصدُ حجمَ تناغُمها مع أفكارِ الشاعرِ ومعتقداتهِ، وقد وجدَ الباحثُ أنَّ هذه الظاهرة بارزةً في غالبيةِ أشعاره، فكان لابُد من هذه الدراسة للكشفِ عن هذه الظاهرة ومضامينها وأشكالها. إن القارئَ لشعر حسين مهنا يجدُ أنه شاعرٌ مثقفٌ تراكمت لديه العديدُ من القراءات بحيثُ اطلعَ على الموروثِ الثقافي العربي والعالمي، مما جعلهُ يوظفُ مختلف المصادر الثقافية في أشعاره، كالمصدرِ الديني والأسطوري والتاريخي والأدبي، فالشاعرُ المبدعَ هو الذي يتكون من حصيلةٍ كبيرةٍ من القراءاتِ تنعكسُ داخلَ كتابته، ومن هنا تنبُعُ أهميةَ هذه الدراسة كونها تعالجُ ظاهرةً فنيةً في شعر حسين مهنا لم يتم تحليلُها ودراستُها كظاهرةٍ مستقلةٍ من قبل. وقد اعتمدَ الباحثُ في دراستهِ على المنهجِ الوصفي التحليلي، الذي يُعنى بدراسةِ الظواهرِ الموضوعيةِ ويصفُها وصفًا مجردًا، ثم يُخضِعُها للتحليلِ والتفكيك، وجاءت الدراسةُ في تمهيدٍ، وخمسةِ فصولٍ، وخاتمةٍ، وملحقٍ، أما التمهيدُ فقد تناولَ مفهوم التناص وأنواعِه نظرياً، وبحثَ الفصلُ الأول التّناص الديني في شعر حسين مهنا بأنواعه الثلاث: التناص القرآني والتناص التوراتي والتناص الإنجيلي، ودرسَ الفصلُ الثاني التّناص الأسطوري في شعرِ حسين مهنا ويشملُ التناص مع الأساطيرَ اليونانية والرومانية، والتناص مع الأساطير الشرقية، بينما درسَ الفصلُ الثالث التّناص التاريخي في شعرِ حسين مهنا من حيثُ التناص مع الأحداث التاريخية الهامة القديمة والحديثة، والتناص مع الشخصيات التاريخية القديمة، والتناص مع الشخصيات التاريخية الحديثة، وأما الفصلُ الرابع فتناولَ التّناص الأدبي في شعرِ حسين مهنا بما يشملُ التّناص مع الشعرِ القديم، والتّناص مع الشعرِ الحديث، وبحثَ الفصلُ الخامس أشكال التّناص في شعرِ حسين مهنا وهي: التّناص الكلي والتّناص الجزئي والتّناص العكسي وتناص العتبات. وكانَ هناك ملحقٌ تطبيقي للتناص على إحدى قصائدِ الشاعر؛ نظرًا لغنى هذه القصيدة بكافة أنواع التناص، ثم تلا ذلك تحليل لهذه القصيدة وشرح لأنواع التناص فيها.